-->

أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📄 آخر الأخبار

تعلم أساسيات البرمجة : فهم المتغيرات، الحلقات، والشروط بخطوات بسيطة

تعلم اساسيات البرمجة قد يبدو في البداية كأنه دخول إلى عالم مليء بالتعقيدات والألغاز، لكن الحقيقة أن يكون أبسط بكثير مما تتخيل في فهم و تعلم اساسيات البرمجة، فاذا كنت ترغب في تعلم البرمجة، فإن الخطوة الأولى تبدأ بمعرفة بعض المفاهيم الأساسية مثل المتغيرات، الحلقات، والشروط، وهذه العناصر ليست مجرد كلمات تقنية، بل هي الأسس التي تقوم عليها كل البرمجيات، من أبسط البرامج إلى أكثرها تعقيداً، تخيل أنك تكتب وصفة طعام، حيث تمثل المتغيرات المكونات، والحلقات هي طريقة تكرار الخطوات، بينما الشروط تحدد إذا ما كان يجب القيام بخطوة معينة أم لا.

في هذه المقالة، سنتناول هذه المفاهيم بطريقة سلسة ومبسطة، تمكّنك من فهم كيفية بناء برامجك الأولى، وتجعل رحلتك في البرمجة ممتعة ومثيرة.

تعلم أساسيات البرمجة : فهم المتغيرات، الحلقات، والشروط بخطوات بسيطة
تعلم أساسيات البرمجة

مفهوم المتغيرات في البرمجة 

قد تتساءل ماهي المتغيرات؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وماهو عملها؟ إليك الجواب كمثال :

تخيّل أنك تمتلك صندوق سحري يمكنه الاحتفاظ بأي شيء تضعه بداخله، وبإمكانك استبدال ما في داخله في أي وقت تشاء، وهذا الصندوق السحري في البرمجة يُسمى "المتغير".

المتغيرات هي أساسيات البرمجة التي تمكنك من تخزين القيم واستدعائها لاحقاً لتستخدمها في عمليات مختلفة، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تبني تطبيق بسيط لحساب درجات الطلاب، فإنك ستحتاج إلى مكان لتخزين الدرجات مؤقتاً حتى تتمكن من إجراء الحسابات عليها لاحقاً ، وهذا المكان هو المتغير، وبغض النظر عن نوع البيانات التي تتعامل معها – سواء كانت أرقام، نصوص، أو حتى تواريخ.

ماهي المتغيرات في البرمجة؟ 

المتغيرات هي عبارة عن أماكن مخصصة في الذاكرة يمكن استخدامها لتخزين البيانات التي تحتاجها البرامج أثناء التنفيذ، ويُمكنك اعتبار المتغيرات كحاويات تُخزن فيها قيم مختلفة، مثل الأرقام أو النصوص، ويمكنك تغيير هذه القيم أو استخدامها في العمليات الحسابية والمنطقية أثناء تشغيل البرنامج.

أنواع المتغيرات في البرمجة 

عندما تبدأ في البرمجة، ستكتشف بسرعة أن المتغيرات ليست جميعها متشابهة، تماماً كما تختلف المكونات في وصفة الطهي بناءً على ما تريد صنعه، تختلف أنواع المتغيرات بناءً على نوع البيانات التي تريد تخزينها، في البرمجة، توجد متغيرات مخصصة للأرقام الصحيحة، وأخرى للكسور، وثالثة للنصوص، وحتى متغيرات يمكنها تخزين القيم المنطقية مثل "صحيح" أو "خطأ". 

وعند اختيار النوع المناسب من المتغيرات يعتمد على ما تريد أن يقوم به برنامجك، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تطور تطبيق يحسب الأعمار، ستستخدم نوع من المتغيرات مخصص للأرقام الصحيحة، أما إذا كنت تريد تخزين اسم مستخدم، فستحتاج إلى متغير نصي، ومعرفة الأنواع المختلفة للمتغيرات وكيفية استخدامها بشكل صحيح هو ما يجعل الكود الخاص بك أكثر فعالية وسهولة في الفهم.

مثلاً : في لغة ++C لها العديد من المتغيرات منها : 

متغير  int  : هذا المتغير يقوم بتخزين الارقام فقط، وعند تخزين حروف نصية فيه لا يشتغل البرنامج لأن المتغير يتعرف على الارقام فقط.

متغير string : وهذا المتغير يقوم بتخزين النصوص والأرقام بشكل طبيعي، ولكن يجب بعد تعريف المتغير اضافة علامة التنصيص " " واكتب ما تريدة فيها.

كيفية إنشاء واستخدام المتغيرات

الآن وقد تعرفنا على أنواع المتغيرات، حان الوقت لمعرفة كيفية إنشاء واستخدام المتغيرات في البرمجة، لنفترض أنك تريد كتابة برنامج بسيط يحسب المسافة التي تقطعها في كل يوم مشياً.

 أول شيء ستحتاجه هو متغير لتخزين عدد الخطوات التي تخطوها كل يوم، وإنشاء المتغير يشبه وضع علامة على صندوق لتعرف محتواه لاحقًا. 

في معظم لغات البرمجة، تبدأ بإعطاء المتغير اسم يعبر عن محتواه، ثم تخبر البرنامج بما يجب أن يحتويه هذا المتغير، على سبيل المثال، يمكنك إنشاء متغير يسمى steps لتخزين عدد الخطوات اليومية. 

بعد ذلك، يمكنك استخدام هذا المتغير في حساباتك، مثل ضرب عدد الخطوات في طول الخطوة لحساب المسافة المقطوعة، هذه الطريقة البسيطة في إنشاء واستخدام المتغيرات تتيح لك بناء برامج متكاملة ومرنة بكل سهولة.

أهمية المتغيرات في البرمجة

في البرمجة، تعتبر المتغيرات من الأدوات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، تخيل المتغيرات كصناديق تخزين يمكنها أن تحتوي على أنواع مختلفة من البيانات، مما يجعل إدارة هذه البيانات وتنظيمها أمراً في غاية السهولة، ومن دون المتغيرات، سيكون من الصعب تتبع المعلومات التي يحتاجها البرنامج، مما يؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة فرص الأخطاء، لنأخذ مثالاً عملي لتوضيح أهمية المتغيرات.

افترض أنك تعمل على تطوير برنامج لإدارة قائمة المهام اليومية، ستحتاج إلى طريقة لتخزين معلومات حول كل مهمة، مثل اسم المهمة وتاريخ استحقاقها، وهنا تأتي أهمية المتغيرات؛ حيث يمكنك استخدام متغير لتخزين اسم كل مهمة، وآخر لتخزين تاريخ استحقاقها، وعندما تقوم بإضافة مهمة جديدة إلى القائمة، يمكنك ببساطة تحديث القيم المخزنة في هذه المتغيرات بدلاً من إعادة كتابة البرنامج بالكامل، هذا التنظيم يساعدك على التعامل مع البيانات بشكل منظم وفعّال، ويضمن أن البرنامج يعمل بسلاسة ودقة.

مفهوم الحلقات في البرمجة

عندما تقوم بإنشاء برنامج، قد تحتاج إلى تكرار نفس العملية عدة مرات، سواء كان ذلك لجمع الأرقام، عرض البيانات، أو إجراء عمليات أخرى بشكل متكرر، هنا يأتي دور الحلقات في البرمجة، فالحلقات كآلة زمنية تمكنك من تنفيذ مجموعة من الأوامر بشكل متكرر دون الحاجة إلى إعادة كتابتها في كل مرة، وهذه الأداة تجعل البرمجة أكثر كفاءة وسلاسة، حيث توفر الوقت وتقلل من الأخطاء.

لنأخذ مثالاً لتوضيح مفهوم الحلقات : افترض أنك تريد إنشاء برنامج يطبع الأرقام من 1 إلى 10. بدلاً من كتابة أمر الطباعة لكل رقم على حدة، يمكنك استخدام حلقة لتكرار عملية الطباعة بشكل تلقائي، ببساطة، تُعلم البرنامج ببدء العد من 1 وتكرار الطباعة حتى يصل إلى 10، مما يجعل الكود أكثر نظافة وكفاءة.

أنواع الحلقات في البرمجة (For Loop, While Loop)

توجد نوعان رئيسيان من الحلقات التي تستخدمها في البرمجة: حلقة for وحلقة while.

  • حلقات for: تستخدم عندما تعرف عدد المرات التي تحتاج فيها لتكرار عملية معينة، على سبيل المثال، إذا كنت تعرف أنك تحتاج لطباعة الأرقام من 1 إلى 10، يمكنك استخدام حلقة for لتحديد بداية ونهاية التكرار بشكل مباشر، مما يجعل الكود مختصرًا وسهل القراءة.
  • حلقات while: تُستخدم عندما لا تكون متأكد من عدد المرات التي ستحتاج فيها لتكرار العملية، أو عندما يعتمد عدد التكرارات على شرط معين، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الاستمرار في إدخال الأرقام من المستخدم حتى يدخل الرقم 0، يمكنك استخدام حلقة while لتكرار عملية الإدخال حتى يتحقق الشرط.

فهم كيفية استخدام هذه الأنواع من الحلقات يمنحك مرونة أكبر في البرمجة، ويساعدك على كتابة كود أكثر فعالية وقوة.

كيفية استخدام الحلقات في البرمجة

تعتبر الحلقات من الأدوات الأساسية في البرمجة التي تسمح لك بتكرار تنفيذ أوامر معينة دون الحاجة إلى كتابتها مراراً وتكراراً ، لنفترض أنك تعمل على مشروع يحتاج إلى معالجة قائمة طويلة من الأرقام، بدلاً من كتابة كود لمعالجة كل رقم على حدة، يمكنك استخدام حلقة لتكرار العملية على جميع الأرقام بشكل تلقائي. 

  • مثلاً، إذا كنت ترغب في حساب مجموع جميع الأرقام من 1 إلى 100، يمكنك استخدام حلقة for للعد من 1 إلى 100، وجمع القيم في كل تكرار. 

ببساطة، ستقوم بتحديد نطاق التكرار داخل حلقة for، وستقوم بكتابة العملية الحسابية داخلها، وهذا الاستخدام للحلقات يجعل الكود منظم وأسهل في الصيانة.

أهمية الحلقات في تحسين الأداء

تتمثل أهمية الحلقات التكرارية في تحسين الأداء في قدرتها على تقليل كمية الكود وتعزيز كفاءة التنفيذ، بدلاً من تكرار الأوامر يدوياً، تتيح لك الحلقات تنفيذ نفس المجموعة من الأوامر عدة مرات بفعالية، وهذه القدرة على تكرار العمليات بكفاءة تعني أن البرنامج يعمل بشكل أسرع ويتطلب وقت أقل لمعالجة البيانات.

  • على سبيل المثال، إذا كنت تطور تطبيق يحتاج إلى معالجة بيانات المستخدمين في قاعدة بيانات كبيرة، فإن استخدام الحلقات التكرارية يمكن أن يساعدك في إجراء العمليات بشكل أسرع، بدلاً من معالجة كل عنصر بشكل منفصل، يمكنك استخدام حلقة لمعالجة جميع العناصر في وقت أقل، مما يحسن أداء البرنامج بشكل ملحوظ.

هذا الاستخدام الفعّال للحلقات التكرارية  لا يجعل الكود أكثر نظافة فقط، بل يساهم ايضاً في تسريع العمليات وتحسين الأداء العام للبرنامج.

مفهوم الشروط في البرمجة 

الشروط في البرمجة يعد من أساسيات بناء البرامج وتوجيه تدفقها.

ماهي الشروط في البرمجة ؟ هي أدوات تسمح للبرنامج باتخاذ قرارات بناءً على القيم أو الحالات المختلفة، وبفضل الشروط، يمكن للبرامج أن تتفاعل بطرق متعددة حسب الظروف، مما يجعلها أكثر ذكاءً وتكيفاً مع الواقع، وعند كتابة برنامج، نحتاج إلى اتخاذ قرارات معينة بناءً على بيانات معينة. كتابة برنامج، نحتاج إلى اتخاذ قرارات معينة بناءً على بيانات معينة.

  • مثلاً، إذا كنت تعمل على برنامج لإدارة المستخدمين، قد تحتاج إلى التحقق مما إذا كان المستخدم قد سجل دخوله بنجاح أو لا، هنا يأتي دور الشروط: يتم تنفيذ الكود بناءً على التحقق من شرط محدد.

الشروط في البرمجة تعمل عبر العبارات الشرطية، وهي هياكل برمجية تساعد في تنفيذ هذا النوع من القرارات.

 العبارات الشرطية

  • شرط if ( إذا ) : تستخدم للتحقق من شرط معين، إذا كان الشرط صحيحاً، يتم تنفيذ الكود المرتبط به، إذا لم يكن الشرط صحيحاً، يتم تخطي هذا الجزء من الكود.

مثال على ذلك:

 30 >  درجة الحرارة  if

("الجو حار")print  

في هذا المثال، يتم تنفيذ الرسالة "الجو حار" فقط إذا كانت درجة الحرارة أكثر من 30.


  • شرط else if (أو إذا) : يُستخدم لتحديد شروط إضافية إذا لم يكن الشرط الأول صحيحاً، يمكنك استخدامه لتفحص عدة شروط في وقت واحد. على سبيل المثال:

 20 >  درجة الحرارة  elif

("الجو معتدل")print     

هنا، إذا لم يكن الشرط الأول صحيحاً، يتحقق البرنامج من شرط آخر لتحديد ما إذا كان الجو معتدلاً.

  • شرط else ( أو ): يُستخدم لتحديد الكود الذي يتم تنفيذه إذا لم يكن أي من الشروط السابقة صحيحاً، هذا هو الخيار الافتراضي الذي يُنفذ إذا لم يتحقق أي من الشروط السابقة. مثلاً:

 :else

("الجو بارد")print

في هذا الجزء، إذا لم يكن الجو حاراً أو معتدلاً، يعتبر البرنامج أن الجو بارد.

بالمجمل، الشروط تتيح للبرامج أن تتخذ قرارات ديناميكية بناءً على حالة معينة أو مجموعة من القيم، مما يجعل البرمجة أكثر قوة ومرونة في التعامل مع مختلف السيناريوهات والمتغيرات.

الربط بين المتغيرات، الحلقات، والشروط

عندما نبدأ في البرمجة، نجد أن المتغيرات، الحلقات، والشروط يتفاعل بعضها مع البعض بشكل متكامل، وكل منها يلعب دوراً أساسياً في كتابة أكواد برمجية فعالة، وتعاونهم يجعل البرمجة أكثر قوة ومرونة، دعونا نستعرض كيف يحدث هذا التفاعل.

كيفية تفاعل المتغيرات مع الحلقات والشروط

تُستخدم المتغيرات لتخزين القيم التي يمكن تغييرها أثناء تنفيذ البرنامج، في الحلقات، يمكن استخدام المتغيرات للتحكم في عدد مرات تنفيذ الكود، مثلاً، إذا كنت ترغب في تكرار عملية معينة عدداً محدداً من المرات، يمكنك استخدام حلقة مع متغير عداد.

أما الشروط، فهي تُستخدم لتحديد ما إذا كان يجب تنفيذ جزء معين من الكود بناءً على قيمة المتغير، بدمج المتغيرات مع الحلقات والشروط، يمكنك بناء برامج تتخذ قرارات معقدة وتكرر عمليات متنوعة بناءً على القيم التي تخزنها المتغيرات.\

أمثلة عملية على استخدام المتغيرات، الحلقات، والشروط 

مثال عملي: افترض أنك تقوم بكتابة برنامج لحساب درجات الطلاب، في هذا السياق، يمكن استخدام متغير لتخزين درجة كل طالب.

باستخدام حلقة، يمكنك المرور على قائمة الدرجات وتطبيق شرط لمعرفة ما إذا كانت الدرجة قد تخطت عتبة معينة (مثل 60) لتصنيف الطلاب إلى ناجحين وفاشلين.

مثلاً، قد تستخدم حلقة for للمرور على كل عنصر في قائمة الدرجات، ثم تستخدم عبارة شرطية if لتحديد ما إذا كانت الدرجة أعلى من 60 أم لا، وأخيراً، تطبع الرسالة المناسبة لكل طالب بناءً على ذلك.

هذه الطريقة تعكس كيفية دمج المتغيرات، الحلقات، والشروط لتحقيق نتائج معقدة ومفيدة في البرمجة، وتظهر مدى أهمية فهم هذا التفاعل لبناء برامج فعالة وسهلة الصيانة.

ختاماً 

في ختام رحلتنا عبر مفاهيم البرمجة الأساسية، نجد أن المتغيرات، الحلقات، والشروط تشكل اللبنات الأساسية التي تبني عليها أي برنامج فعال، والمتغيرات توفر لنا وسيلة لتخزين وإدارة البيانات، بينما الحلقات تساعدنا على تكرار العمليات بكفاءة، والشروط تتيح لنا اتخاذ قرارات منطقية بناءً على القيم المتغيرة. 

من خلال فهم كيفية تفاعل هذه العناصر معاً، يمكننا كتابة أكواد أكثر قوة ومرونة، مما يجعل البرمجة أكثر فعالية، وإن اتقان هذه المفاهيم ليس فقط أساساً لتعلم البرمجة، بل هو مفتاح لتحقيق الإبداع والتفوق في هذا المجال، وكلما تعمقت في استخدام هذه الأدوات بشكل مبتكر، ستفتح أمامك أبواب جديدة نحو حلول برمجية أكثر تعقيداً وفعالية.

تعليقات